تخطى إلى المحتوى

رديه فيه ثم اعجنيه

    رديه فيه ثم اعجنيه

    قال الإمام ابن ماجه رحمه الله حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث قال: أخبرني بكر بن سوادة، أن حنش بن عبد الله، حدثه، عن أم أيمن، أنها غربلت دقيقا، فصنعته للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفا، فقال: «ما هذا؟» قالت: طعام نصنعه بأرضنا، فأحببت أن أصنع منه لك رغيفا، فقال: «رديه فيه، ثم اعجنيه»  قال الإمام الألباني رحمه الله: فالحديث بمجموع روايتهما عن ابن وهب صحيح (السلسلة الصحيحة:2483)  

    شرح حديث رديه فيه ثم اعجنيه

    (أنها) أي: أن أم أيمن (غربلت دقيقًا) أي: نقت وصفت دقيقًا عندها من القشور والتبن بالغربال فأخرجته أي أصبح الدقيق بلا قشور؛ وهو غير المنخل؛ كالصحف (فصنعته) أي: فجعلت أم أيمن ذلك الدقيق اللنبي صلى الله عليه وسلم رغيفًا) أي: خبزًا (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن: (ما هذا) الذي تصنعينه يا أم أيمن؟ (قالت) أم أيمن في جواب سؤاله: هذا (طعام) وخبز (نصنعه) ونسويه (بأرضنا) ووطننا أرض الحبشة ونأكله (فأحببت) أنا ووددت (أن أصنع منه) أي: من هذا الدقيق (لك رغيفًا) أي: خبزًا مثل ما نصنعه في بلادنا.  

    رديه فيه ثم اعجنيه

    (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن: (رديه)  أي: أرجعي النخالة التي خرجت من هذا الدقيق (فيه) أي: في هذا الدقيق (ثم) بعدما رجعت النخالة فيه (اعجنيه) أي: خلطيه واجعليه عجينًا، ثم اخبزيه رغيفًا، ولا تسرفي النخالة بحيث تتركينها وتتخلصين منها؛ لأنه شأن المتكبرين والمترفهين.

    وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أنس المذكور بعده، وليس لأم أيمن عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وآخر في الجنائز، وليس لها رواية في شيء من الأصول الخمسة.

     

    قال الشيخ الألباني رحمه الله:

    ( فائدة ) : و المراد من قوله صلى الله عليه وسلم : ” رديه .. ” ، أي : ردي ما غربلتيه من النخالة إلى الدقيق ، ثم اعجنيه من جديد . و هذا من زهده صلى الله عليه وسلم في طعامه اهـ.