حديث من تعار من الليل ، نأخذ تعاليم ديننا ودنيانا من كتاب الله وسنة نبيه الكريم صل الله عليه وسلم، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
فاليوم نتحدث عن حديث شريف علمنا فيه رسول الله أدب وفضل عظيم ألا وهو من تعار من الليل أي من قام في الليل بدون سبب واستيقظ وكان منتبه ماذا يفعل؟
سنتلكم إن شاء الله عن مدلول هذا الحديث وماذا تعني كلمة تعار من الليل وما فائدة ما يقال عند الاستيقاظ في منتصف الليل والعودة للنوم مرة أخرى.
قال عبادة بن الصامت قال رسول الله صل الله عليه وسلم من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم قال رب اغفر لي غفر له أو قال فدعا استجيب له، فإن هو عزم فقام فتوضأ وصلى قبلت صلاته.
رواه البخاري في الصحيح وهذا الحديث صحيح أخرجه الإمام البخاري وأبو داود في سننه والترمذي والبيهقي في السنن الكبرى والإمام أحمد في المسند والنسائي.
فهو حديث صحيح ومؤكد عن رسولنا الكريم صل الله وعليه وسلم فعليك الأخذ بيه وتأكد أنك سوف تؤجر على ما تم القول عنه.
واقرأ أيضا اذا عمل احدكم عملا فليتقنه
شرح حديث من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك
تعار: التقلب في الفراش واستيقظ دون سابق إنذار من سماع صوت أو كلام بدون أي سبب.
الليل: أثناء النوم ليلًا ليس أثناء النوم في القيلولة أو في وقت العصر وبعد العودة من العمل.
معنى الحديث أنك استيقظت فذكرت الله وسبحت وهذا مستفاد من لفظ حديث رسولنا الكريم
ومن كان هذا حاله فهو شديد المراقبة لله والخوف منه، وممن تعلق قلبه بالله وبذكره فهو استيقظ على غفلة ولهث بذكر مولاه بعيدا عن الدنيا وما فيها.
فهنيئا لمن هذا حاله من انشرح صدره بذكر الله عز وجل ومن تعود لسانه على أفضل الأذكار وأحسنها فوحد الله وتبرأ من حوله وقوته وأثبت أن القوة لله وحده.
واضغط هنا للشرح المفصل
شرح قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له
لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق غير الله عز وجل، فكافة المعبودات باطلة والمعبود الحق هو الله.
لا شريك له: فهو واحد لا شريك له لا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته ولا في الربوبية
له الملك: الملك معروف وهو ملك لله وحده سلطانه وعظمته واحتوائه لكل شىء.
له الحمد: أي له الحمد على كل شىء ومن أسماء الله الحسنى الحميد فهو يحمد على ما له من الصفات العلا وله الحمد على نعمه وعلى كل ما قدره.
هو على كل شىء قدير: قادر الله عز وجل على كل شىء وإذا قال للشىء كن فيكون، فهو قادر على تحقيق ما تتمناه وقادر على العطاء بلا حدود فاطلب منه وحده وتعلق به ولا تعلق قلبك بالمخلوقات.
فنحمده على ما هو عليه، ونشكره ونعلم أن الشكر سبب في جلب مزيد من النعم، فأنت تسأل الله عز وجل عن مزيد من النعم والخير وقضاء الحاجة.
اقرأ البنات هن المؤنسات الغاليات
فوائد من حديث من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك
كافة ما أمرنا الله ورسوله له عدد من الفوائد والمنافع الدينية والدنيوية وما نهى عنه فهو مضر لنا في حياتنا ودنيانا فمن أهم الفوائد التي تعم على الإنسان من ذلك الحديث:
– من أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء هو الثلث الأخير من الليل فأنت تدعو الله في وقت ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كما يليق بجلاله
– تعلق قلب العبد بالله وفضله.
– شكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى لئن شكرتم لأزيدنكم
– من أهم أسباب تقبل صلاة العبد.
– الحث على قيام الليل فقد خصك الله أن تستيقظ وتقوم وتنهض لعبادته وتصلي قيام الليل.
– يجعل لسانك وقلبك رطب بذكر الله حتى في الاستيقاظ من النوم.
فدعاء الليل من أكثر الأدعية المستجابة، عند استيقاظك في الليل، قم بما أمرك الله ورسوله وتيقن بأن الله موجب الدعاء، فتوكل على الله.
شروط دعاء من تعار من الليل
يتساءل العديد من الأفراد على حديث من تعار من الليل هل هناك أي شروط لكي يتم ذكر هذا الدعاء؟
الطبع نعم، هناك عدد من الشروط التي لابد من توفرها لكي يقبل الله عز وجل دعائك فمن أهمها ما يلي:
– الطهارة
جاء في رواية ممكن أن يجعل شرط من شروط نوم المسلم أن ينام على طهارة أي يتوضأ وينام كما علمنا رسولنا الكريم، فجاء في حديث الرسول صل الله عليه وسلم” ما من عبد بات على طهور، ثم تعار من الليل فسأل الله شيئا من أمر الدنيا، أو من أمر الآخرة، إلا أعطاه”
– النوم
من أهم شروط قول حديث من تعار من الليل أو من يقوم ويتوضأ لكي يصلي قيام الليل هو الاستيقاظ من النوم بعد الدخول في النوم.
فليس معنى ذلك أن تتوقف عن قول وذكر الله أو لا تقوم للصلاة في الليل ولكن شرط من شروط الحديث هو الدخول في النوم العميق ثم الاستيقاظ.
هل الشخص الذي يستيقظ في فزع من الفراش عليه ذكر حديث من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك
نظرًا لأن هناك العديد من الإختلاط بين مفهوم الفزع والاستيقاظ، الفزع يعني الخوف والشعور بعدم الراحة، فذكر عن رسول الكريم من فزع من نومه عليه بقول”إذا فزع أحدُكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التَّامات من غضبه، وعقابه، وشرِّ عباده، ومن همزات الشَّياطين، وأن يحضرون؛ فإنها لن تضرَّه”
أن اعتادت على الفزع من نومك فقبل أن تذهب إلى النوم عليك أن تذكر الله وتحافظ على أذكار النوم وأن تنام على طهارة، فأنت في رعاية الله وحفظه.
فلا مانع من الفزع من النوم ثم تنتظر لكي تهدأ وتقوم لتصلي ركعتين في الليل ويذكر الله ويقول حديث تعار من الليل.
هل هناك فرق بين الاستيقاظ والتعار من الليل؟
يختلط الأمر أيضا على كثير من الأفراد عن التعار والاستيقاظ ما يلي معنى الكلمتين وما يقال عند الاستيقاظ وما يقال عند التعار.
الاستيقاظ: يعني أن الشخص هو المسؤول عن استيقاظه وهو مسؤول عن قيامه من النوم في ذلك الوقت.
التعار: أن لا يكون في حسابات الشخص أن يقوم ويستيقظ في ذلك الوقت فهو قائم على سبيل المفاجئة وفي أي وقت عليه أن يقول حديث التعار من الليل.
أما عن الاستيقاظ ويكون الإنسان منتظر ذلك الوقت لكي يستيقظ عليه أن يفعل كما أمرنا رسولنا الكريم، فعن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صل الله عليه وسلم: إذا هب من الليل كبر عشرًا وحمد عشرًا وقال ” سبحان الله الملك القدوس عشرًا واستغفر عشرًا وهلل عشرًا ثم قال اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرًا ثم يفتح الصلاة”
هب تعني أنه استيقظ من نومه في الليل.