شرح حديث يفر بدينه من الفتن
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله ﷺ : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن.
ثم عقد الإمام البخاري -رحمه الله- هذه الترجمة باب “من الدين الفرار من الفتن”، ما معنى من الدين؟ و في حديث جبريل مشهور لما ذكر الإسلام والإيمان والإحسان قال هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، الدين هو الطاعة والالتزام والإيمان والإحسان والإسلام والانقياد لشرع الله
الدين عند الله الإسلام ومن يبتغِ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه.
شرح حديث يفر بدينه من الفتن
“فمن الدين الفرار من الفتن” فمعنى الفرار من الفتن أي لا يخوض فيها الإنسان ويتجنبها ويعتزلها ويبتعد عنها مع إن كثير من الناس يبحث عن الفتن بحثًا وكثيرًا من الناس شغلته الفتن عن فرائض الإسلام، تجده منغمسًا في الفتنة ويضيع الصلاة، فريضة الله قائمة وهو منشغل في الفتن…
وبعض الناس يشغل قلبه والعياذ بالله في الفتن ويضيع بذلك فرائض الإسلام حتى الصلاة
وقد قال -ﷺ- إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ
والفتنة أول ما تبدأ عمياء يقال فتنة عمياء لأن أكثر الناس لا يستبين أنها فتنة في وقتها وأكثر الناس يبتلي فيها ويخوض فيها لكونها عمياء
فمن الدين الفرار من الفتن أي أن هذا من شُعب الإيمان ومن خصال الدين أن يفر الإنسان من الفتن وأن يعتزلها، أورد حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله- عنه أنه قال قال -ﷺ- يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن
يوشك أي يقرب، مواقع القطر أي: مواقع نزول الأمطار
من الدين ومن شعبه وخصاله أن يحرص الإنسان على أن يفر بدينه من الفتن
وخص الغنم بالذكر لأن الغنم فيها بركة على صاحبها من جهات كثيرة يستفيد منها من حليبها ولبنها، يستفاد منها من أوصافها، ويستفاد منها من تكاثرها وتوالدها فيحصل منها خيرًا ففيها بركة وفيها طمأنينة وسكون .
ومثل هذا قد لا تتهيأ لكل واحد ولكن يتهيأ لكل واحد ألا يدخل نفسه في الفتن باللجوء إلى الله والعبادة لأن العبادة في الفتن تضعف عند الناس ويشغل عنها الناس عندما تشرب قلوبهم بالفتنة.
( مستفاد من الشيخ عبد الرزاق البدر بتصرف )
ننصحك بقراءة التالي:
شرح حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه