موقع شرح الحديث

شرح حديث مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

شرح حديث مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم 


عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم ] قال أبو عيسى هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن.

وأطلق على الطهارة بأنها مفتاح الصلاة وبأنه لا يتوصل للصلاة إلا بالطهارة فهي شرط من شروطها ولا بد من وجودها للصلاة فيما إذا كان الإنسان قادرا على الطهارة التي هي الطهارة بالماء أو التيمم إذا لم يجد الماء.


أما إذا كان لا يتمكن لا من هذا ولا من هذا كالشخص الذي يكون موثقا في القعود ولا يستطيع أن يتوضأ ولا يتيمم، فإنه يصلي على حسب حاله ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

والصلاة لا تسقط عن الإنسان ما دامت روحه في جلدته وما دامت الحياة فيه موجودة فإنه لا بد من الصلاة على أي حال.


فالحدث مانع من الصلاة وإنه بمثابة الغلق الذي لا بد من إزالته وإزالته بالطهور حتى يتمكن من الإتيان بالصلاة , والمقصود هنا جميع الصلوات فلا يستثنى منه النافلة أو الفريضة أو صلاة الجنازة وما شابه ذلك>

والطهور: ) إذا جاء بالفتح فإنه يحمل ويراد به الشيء المستعمل وإذا جاء بالضم يقصد به الفعل الذي هو تعاطي ذلك الشي الذي نغسل به.


شرح حديث مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم  

مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير 

والدخول فيها يكون بالتكبير أي بتكبيرة الإحرام، لان تكبيرة الإحرام هي بدايتها ويقال لها تكبيرة الإحرام، أي أن الإنسان إذا أتى بالتكبير فيها فإنه يحرم عليه ما كان حلالا عليه فإنه قبل أن يقول الله أكبر يمكن أن يأكل ويشرب

و أن يمشي ويخاطب ويتكلم أي انه كل الأمور المباحة له هي حلال له لكن إن قال الله أكبر حرمت عليه الأشياء التي كانت مباحة له بالتكبير.

وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( تحريمها التكبير) حرمة الانشغال بالأمور التي كانت سائغة له قبل قوله الله اكبر ثم إنه يستمر على هذا الوضع إلى التسليم.


اقرأ أيضا: شرح حديث ان فى الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها


من الأشياء التي تحرم عليه أثناء أداء هذه العبادة مثل ( الأكل والشرب والتكلم والالتفات والجلوس والقعود وغيره ذلك) وإذا سلم حلت له تلك الأشياء.

والتكبيرة هي أول ركن في الصلاة لان الأركان هي التي تكون في داخل الفعل اما الشروط فهي التي تكون خارجة عليه وليست متقدمة عليه وليست متداخلة فيه.

ونظير هذا الحج فإنه يقال للدخول في النسك الإحرام والخروج من النسك يقال له التحلل التحلل الأول والتحلل الثاني كما أن في الصلوات تحليلا وتحريما فإن في الحج تحللا وتحرما.


ولا يقول الله أعظم أو الله أجل بل لا بد من قول الله أكبر فإنه لا بد من هذا اللفظ ومعلوم أن النبي بين الناس كيف يصلوا حيث قال : (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهو أن يبدأها بالتكبير وينهيه بالتسليم بقول السلام عليكم ورحمة الله.

بعض أهل العلم يقولون يخرج منها بغير التسليم بقول أو فعل , وهذا ليس بصواب بل كما جاء في الحديث لابد أن خرج منها بالتسليم.

وهنا مسألة وهي أن إذا أراد أن يقطع الصلاة كأن يبدأ بالنافلة ويتذكر أمرا هاما فهنا يقطعها من غير تسليم لأنه لم يكملها بل قطعها.


 قال أبو عيسى هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن :

يعني فيما جاء في هذا اللفظ عن علي رضي الله عنه هذا الحديث هو أصح ما جاء وأحسن وقد جاء في أحاديث أخرى عن غير علي رضي الله عنه ولكن هذا الحديث هو أصحها وأحسنها 


اقرأ أيضا: شرح ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا فليتقنه


فوائد حديث مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

1- فيه أن تكبيرة الافتتاح جزء من هذه العبادة العظيمة لأنه أضافها إليه وهي مثل الركوع والسجود, ولابد فيها من النية.

2- وفيه أيضا أنه لا يجوز البدء بغير تكبيرة الإحرام فلا يصح أن يأتي بأذكار أو ذكر معين بل لابد من نفس اللفظ وهذا يدل عليه لأن قد عينه بالألف واللام اللتين هما للتعريف والألف واللام مع الإضافة يفيدان السلب

والإيجاب وهو أن يسلبا الحكم فيما عدا المذكور ويوجبان ثبوت المذكور، كقولك فلان مبيته المساجد أي لا مأوى له غيرها.

3- وكما ذكرنا لا يسع الخروج منها إلا بالتسليم وبه قال عطاء، والزهري، ومالك، والشافعي، وغيرهم. وذهب أبو حنيفة، والثوري، والأوزاعي، إلى أن السلام سنة، وأنه يصح الخروج منها بغير سلام والصواب الأول.


وهل تكون تسليمة واحدة أم تسليمتَين ؟

والجواب أن الإمام مخير بين الأمرين فيصح هذا وذاك وقد دلت الأحاديث على ذلك وهذا الذي ذكره الإمام الطبري بقوله: القول في ذلك عندنا أن يقال كلا الخبرين الواردين عن الرسول أنه كان يسلم واحدة، وأنه كان يسلم تسليمتين صحيح،

وأنه من الأمر الذى كان يفعل هذا مرة وهذا مرة، معلم ذلك أمته أنهم مخيرون في العمل بأي ذلك شاءوا اهـ.


اقرأ أيضا: كان الله في عون العبد


المصادر والمراجع:

شرح سنن الترمذي للعلامة عبد المحسن العباد.

شرح صحيح البخاري للعلامة ابن بطال.

معالم السنن في شرح سنن أبي داود للخطابي.