المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

مُلقي الحديث : عن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما – عن النبي (ﷺ) أنه قال «المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه»    الشارح لـ حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده : عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – هو و أبوهُ صحابيان أسلم قبل أبيه – رضي الله عنه – وكان أصغر من والده بإحدى عشر سنة أو بإحدى عشر عامًا أصغر من والده بأحد عشر عامًا كما جزم الإمام الترمذي – رحمه الله – وهو من فقهاء الصحابة ومن العباد – رضي الله عنهم –  عبد الله بن عمرو بن العاص يقول عن النبي (ﷺ) قال : «المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ» المسلم يعني هنا الكامل الإيمان إذا استوفى بقية أركان وواجبات الإيمان، فالمسلم الكامل من سلِمَ المسلمون من لسانه ويده هنا كلمة المسلمون هي للغالب، كذلك أيضًا من سلِمَ المسلمات من لسانه ويده، كذلك من سلِمَ أهل الذمة والمعاهدون أيضًا سلموا من لسانه ويده كلها داخلة في هذا المُسمَّى فالمسلم من سلِمَ المسلمون هنا للتغليب لكن هي أعم من هذا المعنى من سلِمَ المسلمون، وكذلك أهل الذمة والمعاهدون في بلاد المسلمين سلموا من لسانه ويده، هذا هو المسلم الكامل. يوجد شرح آخر هنا: شرح حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده   والمهاجر قال : « والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه»، فالمهاجر حقيقةً من هجر ما نهى الله عنه هجر المعاصي والذنوب هذا هو المهاجر الحقيقي هذا هو المهاجر الحقيقي، فخصَّ النبي (ﷺ) اللسان بالذكر هنا في الحديث قال: «المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ » قال خص اللسان لأنه المعبر عما في النفس وخص اليد، لأن أكثر الأفعال بها وهذا من جوامع كلمهِ (ﷺ) أوتيَ جوامع الكلم (ﷺ) الكلمة الواحدة ومعناها كثير، وعبّر باللسان دون القول (ﷺ) قال : «من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ» ما قال من قوله عبّر بالسان دون القول ليدخل فيه من أخرج لسانه استهزاءً بصاحبه هو لم يقل شيئًا، ولكنه أخرج لسانه ليستهزأ أيضًا هذا من اللسان، إذا سلِمَ المسلمون من لسانه وقدم اللسان على اليد لأن إيذاء اللسان أكثر وقوعًا و أشدّ نكاية وخص اليد هنا من لسانه ويده مع أن الفعل والأذى قد يحصل من غير اليد، لأن سلطنة الأفعال إنما تظهر باليد، اليد التي بها البطش والقطع والوصل والأخذ والمنع باليد ولذلك قيل في كل عملٍ هذا مما عملته أيديهم، الله عز وجل قال {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} فهذا يدل على أن النبي (ﷺ) أوتي جوامع الكلم يختار الكلمات في المكان المناسب وتشمل كل ما يدخل فيها من معاني. كذلك أيضًا عندما قال : « والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه » لأن الهجرة هنا نوعان: هجرة ظاهرة وهجرة باطنة يعني هجرة المعاصي هجرة ظاهرة وهجرة باطنة، فالهجرة الباطنة هي ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان، ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء هذه هجرة باطنة تركها، والهجرة الظاهرة الفرار بالدين من الفتن و أماكن المعصية و رفقاء السوء هذه هي الهجرة الظاهرة   هنا لابد من تنبيه عند قوله (ﷺ) «المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ»، وقلت أنه أيضًا يدخل فيها أهل الذمة و المعاهدون في بلاد المسلمين لا يجوز أذيتهم ولا ظلمهم ولا الإعتداء عليهم قال (ﷺ) : « ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ »، حديث عظيم صححه في صحيح سُنن أبي داود ثلاث آلاف وأثنين وخمسين رقم الحديث في صحيح سُنن أبي داوود، أعيد لكم الحديث قال (ﷺ) : « ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا » المعاهد الذي غير المسلم الذي يعيش في بلاد المسلمين بعهد وذمة و إقامة فهو مُستأمن في بلاد المسلمين لا يجوز أذيته من أذاهُ يكون خصمه يوم القيامة رسول الله (ﷺ). هذا الحديث الصحيح قال (ﷺ) : « ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ » صحيح سُنن أبي داود ثلاثة آلاف وأثنين وخمسين فهذا التنبيه لا بد منه، لأن من الناس من يُخطئ ويرتكب الحماقات ويترتب على فعله مفاسد عظيمة في بلاد المسلمين، فننبه دائمًا إلى ما يحفظ أمننا وسلامة بلدنا وبلاد المسلمين وما حث عليه الشارع نقرأ الحديث الذي بعده.   مُلقي الحديث: عن أبي موسى – رضي الله عنه – قال : « قالوا يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ الإسْلَامِ أفْضَلُ؟ قالَ: مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسَانِهِ، ويَدِهِ ». الشارح: أحسنت، أبو موسى هو الأشعري – رضي الله عنه – اسمهُ عبدالله بن قيس الأشعري سُمَّيَ أو لُقب الأشعري نسبة إلى الأشعر، لأنه ولد أشعرًا أول ما ولد شعرٌ كثيف في جسمه وهو صغير فسمي أشعري لا ينتسب إلى قبيلة الأشعريين التي كانت في المدينة لا سُمّيَ أشعري لأنه ولد أشعر شعر كثيف في جسمه – رضي الله عنه – أيضًا من فقهاء الصحابة أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال قلنا يا رسول الله أي الإسلام أفضل عند مسلم؟ أي المسلمين أفضل؟ أي الإسلام أفضل ؟ يعني أي المسلمين أفضل من غيره لكثرة ثوابه ؟ الصحابة – رضي الله عنهم – يسألون الأسئلة التي ترفعهم عند الله – عز وجل – يريدون الأفضل يريدون الأعلى فيقولون أي الإسلام أفضل ؟ أي المسلمين أفضل من غيره لكثرة ثوابه  وتقديرها هنا؛ أي أصحاب الإسلام أي الإسلام يعني أي أصحاب الإسلام أفضل أي المسلمين أفضل أجابهم (ﷺ) قال : « من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ و يده» نفس الحديث السابق اشغل نفسك في قراءة الخير:

الحياء شعبة من شعب الإيمان

شرح حديث ما نقص مال من صدقة

شرح حديث لله أشد فرحا بتوبة عبده

زملوني زملوني

شرح حديث صلصلة الجرس

شرح حديث أتدرون ما الغيبة

 

الفوائد [ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ]

1- حفظ اللسان: يحث هذا الحديث على تجنب الكلام السيئ والكلام الذي يؤدي إلى إيذاء الآخرين، ويشجع المسلمين على استخدام لسانهم بحكمة وإيجابية. 2- تحسين العلاقات: يشجع هذا الحديث المسلمين على الحفاظ على علاقاتهم مع الآخرين وتجنب النزاعات والمشاحنات. 3- الاهتمام بالعمل الصالح: يحث هذا الحديث على أن يكون المسلم مثالًا حسنًا للآخرين من خلال أفعاله وكلامه الصالح. 4- تجنب الإيذاء: يحث هذا الحديث على تجنب الإيذاء والإيذاء الجسدي واللفظي والعنصري والاجتماعي والعاطفي. 5- ترسيخ الإيمان: يذكر هذا الحديث أن المسلم الحقيقي هو الذي يراقب الله في أفعاله وكلامه ويحثهم على التقرب إلى الله وتحسين سلوكهم. 6- تجنب الظلم: يحث هذا الحديث على تجنب الظلم والإيذاء، ومن المؤكد أن الامتثال لهذا الحديث يؤدي إلى تحسين نوعية حياة المسلمين والمجتمعات التي يعيشون فيها.     السؤال الأول كيف أدخلنا المعاهد في حديث عبد الله بن عمرو وفي الحديث لفظ المسلمون؟ كان الحديث في السابق قوله (ﷺ) « المُسلمُ من سَلِمَ المُسلمونَ من لِسانِه ويَدِه » فيقول كيف أدخلنا المعاهدة في حديث عبدالله بن عمرو نحن لم ندخله و إنما أدخله رسول الله (ﷺ) بقوله « ألا من ظَلمَ معاهَدًا أوِ انتقصَه أو كلَّفَه فوقَ طاقتِه أو أخذَ منهُ شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ فأنا خَصمهُ يومَ القيامةِ » في صحيح سُنن أبي داود عبدالله بن عمرو وهو الذي معنا من خالف أمر رسول الله (ﷺ) من خالف أمر رسول الله (ﷺ)؛ بحيث يكون خصمه يوم القيامة هل هو مسلم كامل الإسلام ؟ لذلك حمل العلماء قوله المسلمون في الحديث « المُسلمُ من سَلِمَ المُسلمونَ من لِسانِه ويَدِه » أيضًا حملوه على الغالب فتدخل المسلمات أيضًا في نفس اللفظ، كذلك كل ما دل عليه النص وصح فيه الحديث يدخل في السلامة باللسان واليد فالمعاهدون بهذا النص دخلوا في اللفظ العام، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، أيضًا من سلم المسلمات، ومن سلم المعاهدون، أيضًا من لسانه ويده هذا الذي ذكرناه.    السؤال الثاني في قوله (ﷺ) والذي نفسي بيده هل هذا قسم؟ وهل قول لعمرك يعتبر من القسم؟

  • الإجابة نعم قوله (ﷺ) والذي نفسي بيده هو قسم مصدر لواو القسم وتقديرها هنا كما ذكرنا والله الذي نفسي بيده وقد ذكر السيوطي الله في الجامع الصغير كثيرًا من الأحاديث التي بدأ فيها النبي (ﷺ) بهذا القسم والذي نفسي بيده والذي نفس محمد بيده منها أكثر من ثلاثين حديثًا في صحيح الجامع الصغير منها قوله (ﷺ) « والَّذي نَفسي بيدِهِ إنَّ السِّقطَ ليجرُّ أمَّهُ بسرَرِهِ إلى الجنَّةِ إذا احتسبتْهُ » رواه أحمد و ابن ماجه وهو في صحيح الجامع الصغير والذي نفسي بيده يقول أن السقط، السقط؛ الجنين الذي يسقط تجهضه أمه يشفع لها يوم القيامة ليجر أُمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته بشرط الاحتساب تحتسب إذا سقط جنين وترضى بقضاء الله – عز وجل – وقدره كذلك أيضًا قوله (ﷺ) «والذي نفسُ مُحمَّد بيدِه، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ثم يموتُ ولم يؤمن بالذي أُرْسِلتُ به، إلَّا كان مِن أصحاب النار». فهذا قسم

أمَّا قول لعَمرك فقد قال الله تعالى عن قوم لوط في سورة الحجر آية أثنين وسبعين قال الله – عز وجل – {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر : 72]  فالله – عز وجل – أقسم بحياة رسول الله (ﷺ) كما قال ابن عطية – رحمه الله – في تفسيره، والعَمر والعُمر بفتح العين وضمها واحد المعنى واحد وهما عمر الحياة ومدتها ولا يستعمل في القسم إلا بالفتح لعَمرك وفي هذه الآية شرف لمحمد (ﷺ)، لأن الله تعالى أقسم بحياته ولم يفعل ذلك مع بشر سواه قاله ابن عباس – رضي الله عنهما – هذا كلام ابن عطية في تفسيره لهذه الآية فهو لعمرك يعني يا محمد أي وحياتك والله – عز وجل – أقسم بحياة رسوله (ﷺ)، ثم قال بعد ذلك ابن عطية في تفسيره قال القاضي أبو محمد والقسم لعَمرك في القرآن وبلا عمرو ونحوه في إشعار العرب وفصيح كلامها في غير موضع والعرب تقول لعمرو الله، وقال بعض أصحاب المعاني لا يجوز هذا لأنه لا يقال لله تعالى عمر و إنما يُقال بقاء أزليٌّ و كره إبراهيم النفعي إن يقول الرجل لعمري لأنه حلف بحياة نفسه وقول مالك في لعمرو ولعمرو إنها ليست بيمين. والخلاصة من هذا أنه يعتبر قسم عند جمهور المفسرين لعمرك هذا قسم والله – عز وجل – يقسم بمخلوقاته كما جاء في القرآن {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس : 1] {وَالضُّحَىٰ} [الضحى : 1] {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين : 1] فالله عز وجل يقسم بمخلوقاته ومن مخلوقاته حياة رسوله (ﷺ) أمَّا البشر فلا يجوز لهم القسم إلا تعالى لقوله (ﷺ) « مَنْ كانَ حالِفًا فليحلِفْ باللهِ أو ليصمتْ ». وفي الصحيحين و إلا فليصمت لا يحلف بغير الله عز وجل فعرفنا الجواب لعمرك إذا هي قسم لا تجوز لا يجوز يقول لعَمرك.

Scroll to Top