إذا تعار من الليل
كما هو معروف فإن الأحاديث النبوية مهمة للغاية فهي تنظم حياتنا وتساعدنا في العديد من المواضع التي يمكن للمسلم أن يجد نفسه فيها فهي السبيل لخلاصه وجعل قلبه يشعر بالراحة و الاطمئنان ,وقد أجمع علماء السنة على أن الأحاديث النبوية هي تلك الأقوال التي جاءت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ,وقد روى لنا الإمام مالك في كتابه الموطأ أن الرسول في خطبة الوداع قال للمسلمين :أنني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما :كتاب الله وسنة نبيه و هذا تأكيد واضح على أن الأحاديث النبوية من أبرز مظاهر السنة التي تركها لنا محمد صلى الله عليه وسلم
واليوم اخترنا لكم واحدا من أهم الأحاديث التي تركها لنا والتي وجد الناس صعوبة في فهمها ,ويتعلق الأمر هنا بالحديث الذي أخرجه البخاري:
عن عُبَادَة بْن الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ
شرح إذا تعار من الليل
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل قيام الليل كثيرا وذلك للأجر الكبير الذي يحصل للقائم ,لذا تعتبر الأحاديث الليلية والتي تحمل في طياتها أدعية كثيرة جدا ,وقد قيل هذا الحديث في هذا الموضع وهو حديث صحيح رواه لنا البخاري وصحابيه عبادة بن الصامت من الأحاديث الليلية
والمقصود بهذا الحديث هو أن الإنسان المسلم إذا استيقظ بالليل ونهض يذكر هذا الدعاء الوارد، وهذا الدعاء فيه من المعاني العظيمة ففيه:
الإقرار لله بالوحدانية التي لا يشاركه فيها أي أحد فهو الذي يمتلك القدرة على الاستجابة لدعاء عبده وإذا كان الأمر كذلك لا تشرك به فتطلب وتدعوا الأموات والقبور والأصنام
وفيه أن العبد يذكر الله دائما ويعلم يقينا أنه موجود في كل وقت وحين وهو الوحيد عز وجل المستحق بأن يلجأ إليه المسلم سواء في النهار أو الليل
كما يؤكد الحديث على ضرورة حمد الله لما في ذلك من تعظيم لله سبحانه وتعالى والذي لا يعلى عليه أي شيء في الكون فمن خلال الحمد يعترف العبد لربه بفضله الكبير عليه فهو يشكره ويعدد له نعماته التي من عليه بها.
ومن خلال قول العبد لكلمة سبحان الله فهو يقر لله بأنه منزه عن كل عيب ونقص ومتصف بصفات الكمال
وهذه الكلمة محبوبة إليه سبحانه وهي أي سبحان الله كلمة ثقيلة في الميزان كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم
كما يثبت الحديث عظمة الله من خلال الله أكبر والتي تدل على مدى عظمته وأنه لا يمكن لأي شيء أن يضاهيه في تلك العظمة التي تجعله مخولا للقيام بكل شيء دون أن يمنعه من ذلك أي مخلوق فهو أكبر من كل شيء سبحانه وتعالى.
كما تجد لدينا شرح موسع لهذا الحديث وشرح أفضل على الرابط التالي:
شرح إذا تعار من الليل
وبقوله لاحول ولا قوة إلا بالله فإن المسلم يعترف لربه بأنه هو من يدير كل شيء في الحياة ولا يمكن للعبد أن يتدخل في القرار الذي يتخذه الخالق وأنه بلا حول ولا قوة إلا بالله وحده فلولا الله لما استطاع أن يفعل أي شيء فالحمد لله الذي يوفقنا لكل خير
ويؤكد الحديث في نهايته على أن الله يسمع عبده سماع استجابة لدعاءه وقادر على أن يمحي له ذنوبه ويشمله بالمغفرة والعفو ,وأنه يلبي الدعاء ويقضي حاجة من يدعوه مهما بلغت صعوبتها ,ليختتم بتذكيرنا على ضرورة الطهارة من خلال الوضوء والاستعداد للصلاة وأنها تقبل منه.
كما ننصح بقراءة الشروح التالية لتستغل وقتك في الطاعة:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
الدروس المستخلصة من هذا الحديث
-الله موجود في كل وقت وحين وهو الملجأ الوحيد الذي يمكن للعبد أن يستعين به عند الحاجة.
-في هذا الحديث دليل واضح على أهمية هذا الذكر وقيام الليل وذلك للأجر الكبير الذي سيحصل عليه المسلم من خلاله.
-يحثنا هذا الحديث على ضرورة الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بإتباع السنن التي تركها لنا.
-يؤكد هذا الحديث على وحدانية الله وقدرته العظيمة التي تجعله المتحكم الوحيد في مصير العبد.
-في هذا الحديث تأكيد كبير على المكانة التي يحظى بها الدعاء وأنه طريق التواصل بين العبد وربه.
-يذكرنا الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث على أهمية الطهارة والطهارة تنقسم إلى قسمين طهارة بدنية وطهارية معنوية